الحصار، الاحتلال، المستوطنات، هدم البيوت، تدمير الأراضي الزراعية، الإعلام العنصري، إطلاق النار على المتظاهرين، الاعتقالات، العنف والإذلال… يظهر كالشمس في كل مكان أن حكومة نتانياهو، براك وليبرمان، كما الحكومات السابقة، تكذب بخصوص نواياها السلمية وتحاول منع إقامة دولة فلسطينية مستقلة وحقيقية، وتشن حربا متواصلة ضد الفلسطينيين في الشيخ جراح وسلوان وحتى رام الله وغزة، من اللد ويافا وحتى حيفا والنقب والجليل
صفحة للطباعة
إن وسائل الإعلام المؤسساتية في إسرائيل مُجندة بشكل كامل لهذه الحملة وتبث يوميا تحريضها القومجي والعنصري ضد كل ما هو فلسطيني أو عربي أو مسلم. تخضع التغطية الصحفية الحقيقة في كثير من الأحيان إلى جهاز الرقابة وخصوصا فيما يتعلق بغزة.
تواصل "الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط" مساعيها الحثيثة لتزييف ومسح تاريخ نكبة الفلسطينيين وتاريخ عقود القمع والحكم العسكري والاحتلال والحروب والعنصرية التي تلتها. الآن، وفي إطار قانون النكبة غير الديمقراطي، تقترح حكومة إسرائيل بمعاقبة كل من يقيم أي ذكرى ليوم النكبة بالسجن أو على الأقل بدفع غرامات باهظة.
على الرغم من تمثيلية الجدال بين إدارة أوباما وحكومة إسرائيل، يواصل البيت الأبيض دعمه للاحتلال القمع الوطني للفلسطينيين، وذلك في حين تشن الولايات المتحدة حربها على أفغانستان وباكستان وتواصل احتلال العراق.
يدعم مندوبو الإمبريالية الأمريكية ونظرائهم في النخب العليا في إسرائيل تأسيس نظام دُمى فلسطيني على بعض أجزاء الضفة الغربية بحيث يبقى هذا النظام خاضعا للسيطرة الإسرائيلية بشكل غير مباشر، ويكون محاصرا كما هو الحال في قطاع غزة التي تعتبر اليوم أكبر سجن في العالم. هكذا يأملون منع اندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة والقضاء على المطلب الذي لا يمكن التفريط فيه بشأن المساواة الكاملة والشاملة للفلسطينيين والإسرائيليين بكل معنى الكلمة.
النضال الموحد فقط
تستغل النخبة الرأسمالية الإسرائيلية بشكل فظ خوف العمال اليهود- الإسرائيليين الفقراء على أمنهم الشخصي، وتحرضهم على العمال والفقراء العرب-الفلسطينيين. تبذل النخبة الإسرائيلية جهدا مكثفا لخلف حاجز وهمي بين العمال اليهود وبين حقيقة النكبة الفلسطينية وأهوال الاحتلال والحرب المتواصلة ضد الإنسانية في المنطقة، وذلك من خلال خلق التبريرات الأمنية الكاذبة.
لكن لطبقة العمال على شطري خط الفصل القومي مصلحة مشتركة وقوية جدا للنضال الموحد من أجل إنهاء الصراع وتحقيق السلام الحقيقي وضمان الأمن الشخصي وتحصيل دخل عادل ومسكن وخدمات تعليم وصحة على مستوى عال، وتحسين ظروف العيش. لا تستطيع الأنظمة الرأسمالية والإمبريالية الفاسدة والمجرمة توفير هذه الأمور لأنها جزء من المشكلة.
وحده النضال الموحد لطبقة العمال الفلسطينية والإسرائيلية يمكن أن يقدم مخرجا للتخلص من آفات الاحتلال والقمع والاستغلال، وتقديم بديل للطريق بدون مخرج الذي تقترحه الأحزاب الكبيرة في إسرائيل وفي المناطق المحتلة.
نعم لتوسيع النضال
لمواجهة أي تهديد لهدم البيوت ومصادرة الأراضي والتمييز العنصري والمساس بالحقوق الأساسية للعمال العرب واليهود، يجب علينا رص الصفوف لمكافحة هذه التهديدات دون هوادة من خلال لجان شعبية ديمقراطية تنظم النضال وتقوده. وكلما كانت الفعاليات أوسع في النضال (في الإعلام والمظاهرات والمؤتمرات الشعبية والإضرابات والتمترس في البيوت وما شابه) كلما دفع ذلك إلى قيام نشاطات تضامن بين المجموعات المختلفة المناضلة.
هناك حاجة ماسة لتوحيد قوى جميع المنظمات اليسارية الحقيقية في إسرائيل (وبضمنها التنظيمات دخل الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة على سبيل المثال)، مع منظمات حقوق الإنسان والمنظمات المجتمعية وحركات العمال من أجل إقامة جبهة واسعة وجديدة للعمال العرب واليهود.
ستكون المهمة الرئيسية لحزب نضال كهذا، والذي سيقام على أساس برنامج اشتراكي، توحيد وقيادة النضالات ضد القمع والتمييز الاستغلال في المجتمع، وعلى رأس هذه النضالات، النضال ضد القمع القومي للفلسطينيين ومن أجل حل النزاع، ومن أجل بناء وتطوير حركة واسعة للتغيير الاجتماعي الحقيقي. يمكن أن يحدث هذا عبر تقديم الشروح للعمال البسطاء بشكل يومي وتنظيم قوى في الأحياء والقرى وأماكن العمل وفي حرم الجامعات والبلدات وفي الكنيست. في المناطق الفلسطينية هناك أيضا حاجة لتنظيم موازي.
ثورة اجتماعية
في نهاية المطاف، سيكون الحل لقمع واحتلال الفلسطينيين وباقي المشاكل الاجتماعية المُلحة، من خلال النضال للتغيير الثوري للمجتمع. يمكن تحقيق حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني فقط عبر النضال لإسقاط النخب الفاسدة والقامعة في إسرائيل والمنطقة وتبديلها بحكومات المواطنين العاملين والفقراء.
هكذا يمكن تحقيق حق تقرير المصير والحقوق الوطنية عند الشعبين وإقامة دولة فلسطينية اشتراكية مستقلة ومتساوية إلى جانب إسرائيل اشتراكية وديمقراطية مع عاصمتين في القدس ومع حقوق متساوية للأقليات وحرية العبادة ومنع الإكراه الديني، ومع حدود يتم تحديدها بشكل ديمقراطي وليس بالإكراه، ومع ضمان حرية الحركة. بهذا الشكل فقط يمكن تحقيق حق العودة للاجئين الفلسطينيين. إطار فدرالي ديمقراطي بين الدولتين يمكن أن يكفل التعاون الكامل من أجل ترميم وتطوير المجتمع، وذلك كخطوة في اتجاه تحقيق شرق أوسط اشتراكي ديمقراطي.
تناضل حركة النضال الاشتراكي من أجل مجتمع اشتراكي ديمقراطي، متحرر من أهوال الاحتلال والقمع والحروب والفقر والاستغلال وتدمير البيئة. نحن شركاء في النضال ضد الاحتلال والمستوطنات والحصار على غزة وضد جدار الفصل والقمع القومي ضد الفلسطينيين، وضد الاعتداءات التي يمارسها النظام الرأسمالي الإسرائيلي على دول المنطقة، ومن أجل سلام وأمن حقيقيين ومتساويين. إننا نسعى إلى تشجيع النضال الموحد للعمال والشباب العرب الفلسطينيين واليهود الإسرائيليين من أجل حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني والمشاكل الاجتماعية الملحة ولتغيير ثوري للمجتمع. إن نضالنا نضال دولي، ولذلك فإن حركة النضال الاشتراكي هي جزء من منظمة CWI، وهي منظمة اشتراكية دولية تضم تحت رايتها أحزاب ومنظمات اشتراكية في الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا وأوروبا والأمريكيتين.
Be the first to comment