العراق بعد الغزْو الامبريالي
ما هي طريقة التقدّم للعمال العراقيين؟
تقديم اشتراكي من الحزب الاشتراكي في انكليترا و ويلز (Socialist Party) واللجنة لاممية العمال (CWI)
الى رفاقنا في الحزب الشيوعي العمالي العراقي،
نحن نمدح بمكافحين الحزب الشيوعي العمالي العراقي الذين هم في مقدم بنيان منظمات طبقة العمال و النساء العراقيين. نحن نحيي بجراءة رفاق الحزب الشيوعي العمالي العراقي في المقاومة ضد مهاجمات وحشية من قوات اسلامية يمينية كما ضد قوات الشرطة الامبريالية
نحن نطلب التسييب المباشر لرفاق الحزب الشيوعي العمالي العراقي من الاعتقال وتوقف نهائي لكل مهاجمات القوات الاسلامية اليمينية
كما تدل تلك المقاسي، إنه ضروري ان يُتنظّم متناوب اشتراكي ولطبقة العمال، في الحالة العراقية الحاضرة. انصرف صدام وهو مدمَّر من القوات الامبريالية التي كانت تسنده. لكن المعارضة الحقيقية ضد الحكم البعثي كانت وما تزال من الطبقة العمالية والمكافحين اليساريين الشجاع. في هذا اليوم، العمال العراقيون يطالبون بشجاعة حقوق ديموقراطية والنهاية للغزْو الامبريالي.
طبيعيًا هناك حوار منتشر حول الخطوات التابعة لحركة العمال. في هذه الشعور العامة، اللجنة لاممية العمال تقدم هذا التعبير كاساس لحوار مع الرفاق في الحزب الشيوعي العمالي العراقي وغير اشتراكيين وعمال في العراق، الشرق الاوسط وما بعد. هذه التعبيرات تلاحق تعاون ناجح بين اعضاء الحزب الاشتراكي والحزب الشيوعي العمالي العراقي في النشاط ضد الحرب وفي العمل للدفاع عن حقوق اللاجئين. لهذا نوثق برفاق الحزب الشيوعي العمالي العراقي ان يقبلون تعبيرنا بطريقة رفاقية، كما هو مقصود.
نرغب ان نعبر خصوصًا عن وريقتكم عنوانها ’الحالة السياسية في العراق بعد سقوط الحكومة البعثية وسياستنا‘ (مؤرخة 18/05/2003) ، التي تعامل الحالة الحاضرة في العراق ومهمات الاشتراكيين. هناك كثير من النقط في ذلك التعبير القصير التي نتفق عليها. مثلاً، نتفق على تحليلكم العام حول دفع الغارة الامبريالية في العراق، مطالبة طرد التسلطية الامبريالية ولزوم بناء متناوب اشتراكي في العراق. كيفما كان، عندنا فرق حول دور الامم المتحدة الذي تقترحونه في الوريقة والذي نعبر عنه بالخاص في التالي.
هل يجب ان تديرالامم المتحدة العراق؟
بعد ان اسقطت الامبريالية الاميركية صدام تفرض الآن ادارتها اللادموقراطية حينما تحضر نهب مصادر العراق الطبيعية الوافرة، خاصة البترول. لكن في الحال، فهي تقابل عداوة ومقاومة، بما فيها تهاجمات من عدة قوات مسلحة. اغلبية الشعب العراقي يرى بحق الجيش الاميركي والبريطاني في بلده كقوات امبريالية محتلة.
الامبريالية الاميركية تأمل الآن ان ، على الاقل جزئيًا، تستر ادارتها بواسطة دفع اقدام ساذج جديد-’ المجلس الحاكم‘. حتى الامم المتحدة، وهي مطروحة في الازمة من اندفاع الحرب، يمكن أن تُنطلب للعب دور. الولايات المتحدة متلهفة لتقاسم تكلفات الاحتلال المالية والعسكرية. هذا كله لا شيء غير عن غطاء لاحتلال الولايات المتحدة. ستعزم حكومة الولايات المتحدة وبعثاتها على السياسة والاندفاع لتكوين نوعًا من حكومة لمصلحة الامبريالية الراسمالية.
تقرير الحزب الشيوعي العمالي العراقي في 18 اذار(ماي) يعارض ضد دور امبريالية الولايات المتحدة في العراق ويطالب بازالة القوات الامبريالية. يقول التقرير ’حكومة المستقبل في العراق يجب ان يصممها الشعب العراقي بنفسه‘. لكن القراريتابع ويطالب ’ان يسلَّم التدبير وحفظ السلام في العراق الى قوات الامم المتحدة الى مدة مؤقتة ولاستحضار الحرية ومصادر مادية معادلة الى جميع المنظمات السياسية لاعلام الجماهير بتناوبها ولائحاتها‘.
نحن نعتقد ان مطالبة الامم المتحدة بلعب هذا الدورهي غلطة. من رأينا، الامم المتحدة هي منظمة مسيطر عليها ولايات الامم الكبيرة، التي حكوماتها، بالمناوبة، مسيطر عليها طبقتها الحاكمة الدولية. طول مدة عشر سنوات واكثر، الامم المتحدة كانت مسؤولة عن عقوبات ضد العراق التي ادت الى موت مليون انسان تقديريًا. هذه كانت سياسة أمرتها الامبريالية الاميركية وسلطات اخرة. لا يوجد هناك سبب للاعتقاد ان تدبير الامم المتحدة في العراق لن تستعملها السلطات الامبريالية لاقدام مصلحتها الخاصة على حساب الجماهير.
بالعكس، نحن نطالب بتكوين حكومة تمثل الطبقة العمالية وفقراء المدن والارياف. هذا ممكن فقط عن يد بنيان منظمات جمهورية عمالية لها لائحة غير مرتبطة، تكافح ضدّ التسلّط الامبريالي بل لمجتمع اشتراكي.
طبعاً نحن نقدّر ان عديد العمال والفقراء ربّما يتوهّمون بدور الامم المتحدة، لان هناك عدم وجود تناوب. المتكلمون بنيابة الطبقة الحاكمة يكذبون دائماً ان الامم المتحدة هي جماعة ’غير مربوطة‘ و’على الحياد‘، تقيم بعمل كوسيط ’عدل وحقّ‘ بين دول النزاع. ربما هناك كذلك توهّم بالاتحاد الاوروبي. السياسيون والمعلّقين لمصلحة الرإسماليين يجادلون ان دورالامم المتحدة هو لتجهيز ’ادارة ديموقراطية‘ ولتموين مساعدات انسانية والى آخره. لكن الحقيقة هي ان الامم المتحدة غطاء لسياسة السلطات الامبريالية الاكبر.
الامم المتحدة تكوّنت في آخر الحرب العالمية الثانية. سنوات الحرب الباردة عنت ان الامم المتحدة كانت منشلّة من الخلافات والنزاع بين السلطات الكبيرة المتنافسة، الامبريالية الاميركية وما كان سابقاً اتحاد الجمهوريات السوفيتية ’الاشتراكية‘ الستالينية. مهما كان، هذا لم يوقف الامبريالية عن استعمال الامم المتحدة عند الحاجة كغطاء لسياستها. الحرب الامبريالية ضد شعب كوريا في الخمسينات تمّت تحت قيادة الامم المتحدة.
منذ انهيارما كان سابقاً الاتحاد السوفييتي ، الامم المتحدة استُعمِلت بأكثر علانية كعدّة للامبريالية وكانت غطاء لحرب الخليج الاولة وتابعاً مداخلات امبريالية في عدد من الدول في التسعينات. لكن بسبب الفرق بين مصالح الامبريالية الاميركية/البريطانية ومصالح السلطات الاخرة، مثل فرنسا، روسيا، الصين و المانيا، كان مستحيل ان يرخّص مجلس امن الامم المتحدة حرب الخليج الاخيرة.
مع ذلك، بما ان الحرب انتهت، الامم المتحدة ربّما توافق على لعب دور في العرق، وهي تؤدّي غطاء ومعاونة الى مصالح الامبريالية. مجلس أمن الامم المتحدة سبق وعطى قانونية للاحتلال الامبريالي في العراق عندما اصدر قرار1483 في 22 آذار (ماي) 2003. كوفي عنان اعطى طبعة موافقته ل’مجلس الحكومة‘الذي اختارته الولايات المتحدة. بيانه يفتح احتمال للامم المتحدة ان تساعد في ’حفظ النظام‘ في العراق. هذه التعاملات ليست من ارادة لمساعدة الشعب العمالي العراقي. هي صورة تدلّ على فلسفة السلطات الكبيرة الاخرة التي تستفيد من .تدخّل الامم المتحدة في العراق بعد الحرب
بيان تدخل الامم المتحدة لمدة عشر سنوات لم يكن من جماعة غير مربوطة تعمل للانسانية او حتى للجمهور العمالي. مثلاً، ادارة الامم المتحدة في افغانستان بعد الحرب هي ليست غيرعن ادارة الامبريالية تحت اسم آخر. الشعب الافغانستاني يعيش الى الآن في فقر كامل وتحت ادارة لوردات حربية رجعيّة. حتى اذا الامم المتحدة دارت العراق ستكون مع تأييد قوات جيش ’المجتمع العالمي‘(قوات امبريالية تحت سيطرة الغرب). لن تكن تلك الادارة مختلفة عن القيادة الامبريالية الحاضرة.
كيفما كان، الرفاق ربما يسألون ’ما هو المتناوب للتدبير المُدار من الامم المتحدة في العراق؟‘ في الحالة الحاضرة في العراق، ما هو الحل الواقعي محل الادارة الامبريالية؟
اللجنة لاممية العمال تعتقد ان رفاق الحزب الشيوعي العمالي العراقي يدلّون على طريقة الاقدام في آخر مقطع من تقريرهم 18 آذار(ماي)، الذي يقول التالي:
’الحزب الشيوي العمالي العراقي يلتفت الى اقدام واتمام حركة جماهيرية مستقلة ومنظمة، وراء متناوب اشتراكي، ولذلك تنظيم العمال والكادحين بنفسهم، مجالس ومنظمات جماهيرية للتكفّل بالتدبيرالاجتماعي في الضواحي ومراكز العمل، ولاتمام حكم جماهيري مباشر، عامل ضروري لتصميم الحالة السياسية في العراق والحكومة القادمة للشعب. في الوقت الحاضر وفيما بين حالياً، الحزب الشيوعي العمالي العراقي يناضل شديداً لهذا القصد ويطالب من العمال والشعوب التي تحب الحرية ان تتحد حول هذا المتناوب وهذا الحل.‘
اللجنة لاممية العمال تتفق عمومياً على هذا التقرير. نحن نعتقد التنظيم الذات وكفاح جماهير العمال العراقيين وراء العلم الاشتراكي هما السبيل لطرد الامبريالية ولبدء تنظيم المجتمع مرة ثانية. لكن هذا الموقف ُيتناقض اذا طُلبت الامم المتحدة – جماعة مُدارة من الامبريالية – ان تديرالعراق. خُبرعالمية دلت ان الامم المتحدة تُستعمل من السلطات الكبيرة لالزام ارادتها. الامم المتحدة استُعملت في تيمور للتأكيد ان القوات العصابية ’الماركسية‘، الFRETELIN، التي كانت شعبية، تتخلّى عن مطالباتها الراديكالية وتندمج مع ’الحل‘ الامبريالي للجزيرة. هذا أوصل الى غدر الجماهير وطموحهم.
تقرير الحزب الشيوعي العمالي العراقي يطالب بالامم المتحدة ان تحكم في العراق، كي يُنسمح ’بعد ستة اشهر من نشاط حري، ان ُتعلم جميع الاحزاب السياسية الشعب بمتناوبها بجوّ متسالم وحري. حكومة المستقبل في العراق يجب ان يصممها الشعب العراقي نفسه.‘
يعود التقرير ويطالب ان ’يجب ان تحافظ جميع الاحزاب السياسية على ’تصريح الحرية السياسية‘ وان تترابط به ويجب ان يؤخذ هذا التصريح كمبدأ لتُداعى كل المشاكل.‘
لكن كيف نستطيع ان نوثق بالامم المتحدة وبانها ستسمح بادخال حقوق ديموقراطية حقيقية للعمال وبان ستسمح للعراقيين بتقرير مصيرهم حقاً؟ وراء صدد من ’جماعات حاكمة‘ محلية، الامم المتحدة تدير بوسنيا هرزيكوفيا باسلوب استبدادي- المندوب السام للامم المتحدة في بوسنيا، سياسي راسمالي بريطاني رئيسي، بادي اشداون، عنده القوة لأخذ كل قرار فعلي ولالغاء كل قرارمأخوذ من مجلس النواب المحلي. الامم المتحدة تقيم بامر سياسة التحررية العصرية وبفعل القضاء على نظام التأميم. وهي تكسر البقية من ما كان اقتصاد مؤمم، بذلك تفقر الجماهير اضافياً. في معنى آخر، ادارة تدبير الامم المتحدة تعني حكم استعماري عصري بمصلحة الامبريالية والراسمالية.
معلوماً بالوضوع الاقتصادية والمجتمعية المريعة وبمعارضة العراقيين ضد الاحتلال الاجنبي، حكم الامم المتحدة في العراق مدّع ان يعني اضطهاد على الحقوق الوطنية والديموقراطية للجماهير. إنه مستبعد ان الامم المتحدة ستسمح ’ بنشاط حري لجميع الاحزاب السياسية… في جو حري ومسالم‘ حقيقي او ان توافق على الفكرة ان ’حكومة المستقبل في العراق يجب ان يصممها الشعب العراقي نفسه‘.
ادارة الامم المتحدة في العراق لن توافق على تكوين مجلس وطني عراقي له القوة الا اذا كانت واثقة ان احزاب تعمل لمصلحة الامبريالية والتجارات الكبيرة ستدير المجلس المحلي. الحقوق الديموقراطية تحت ادارة الامم المتحدة، او حتى تحت ادارة راسمالية ’مستقلة‘ في العراق، ستكون باحسن ثمن محدودة ومتحيزة ودائماً ملزمة للازالة اذا ليست لمصلحة الطبقة الحاكمة.
المهمة لطرد الامبريالية من العراق ولكسب الحقوق الديموقراطية وللكفاح صوب مجتمع جديد اساسه ليس الطمع بل الحاجة – مجتمع اشتراكي- هي مهمة الطبة العمالية العراقية مع تضامن ن الجماهير العرب وطبقة العمال عالمياً.
اذاً ما هو الفعل الآن؟ كثيراً ما إنه مفيد ان يُنسأل: ما هو درس التعليم من لنين والبلشفية في الثورة الروسية في عام 1917؟ طبعاً كل مماثلة تاريخية لها حدودها لكن طول عام 1917 البلشفيون رفضوا ان ينضمون الى، او حتى ان يسندون، الحكومة المؤقتة التي كانت لمصلحة الراسمالية والتي ألّفها الثوريون الاجتماعيون (Social Revolutionaries) والمنشفيون بعد ثورة تشرين الاول (اكتوبر). بدلاً من ذلك، البلشفيون داروا حملة لكسب اكثرية الطبقة العمالية لفكرة ’كل السلطة لمجالس السوفييت‘، اي الثورة الاشتراكية. ذلك لم يوقفهم عن الكفاح جنب احزاب أخرة، مثل المنشفيين والثوريين الاجتماعيين، عندما الثورة هددتها ثورة مضادة.
في هذه الايام في العراق، حكومة مُدارة من الامم المتحدة لن تكون كالحكومة المؤقتة الروسية التي نشأت من الثورة ولمدة وقت رخصت اصلاحاً. عامةً، مهمة الماركسيين، عندما ليسوا في مركز لأخذ السلطة هي لتقوية نشاط وتنظيم طبقة العمال في حملات عن الامور الذاتية، حينما في آن واحد وبكلام لنين، هي ’للتفسير بصبر‘ عن الحاجة للثورة الاشتراكية. المقطع الاخير من تقرير الحزب الشيوعي العمالي العراقي المؤرخ 18 آذار (ماي) يجمل كثيراً من هذه النقط.
الحرب الاخيرة استفزّت حركة من ملايين الجماهير في العالم، لم يكن لها مسابقة من نوعها. كما اصبحت سجية الاحتلال الامبريالي واضحة و كما يواجه المحتلون مقاومة في العراق، مزاج الطبقة العمالية في الغرب ستكون بالاكثر ضد الامبريالية. الكفاح للتحرير الوطني والاجتماعي في العراق والحركة ضد الامبريالية في الغرب التي تنمى يمكنها ان تنضمّ لاجبار الامبريالية الاميركانية والبريطانية الى الانسحاب. هذا هو الدرس الهام من المعركة الفييتنامية التي شاهدت انغلاب تاريخي c
Be the first to comment